أسباب وعلاج الزغطة المستمرة

الزغطة (الفواق): أسبابها وطرق علاجها

الزغطة، والمعروفة أيضاً بالفواق أو “hiccup” باللغة الإنجليزية، هي حالة شائعة يعاني منها العديد من الأشخاص في مختلف مراحل حياتهم. على الرغم من أنها تعتبر حالة غير ضارة في الغالب، إلا أنها يمكن أن تكون مزعجة للغاية، خصوصاً عندما تستمر لفترة طويلة أو تحدث في مناسبات غير مناسبة. في هذا المقال، سنتناول الزغطة من جوانب متعددة، بما في ذلك تعريفها، أسبابها، العوامل التي تساهم في حدوثها، وكيفية التعامل معها وعلاجها.

ما هي الزغطة؟

الزغطة هي عبارة عن انقباض مفاجئ وغير طوعي في عضلات الحجاب الحاجز (العضلة التي تفصل بين الصدر والبطن)، ويحدث هذا الانقباض بشكل متكرر ومتقطع. عقب انقباض الحجاب الحاجز، يتم إغلاق الحنجرة بشكل مفاجئ، مما يسبب الصوت المميز للزغطة. يمكن أن تكون هذه الحالة مؤقتة وتستمر لبضع دقائق فقط، أو قد تكون مستمرة وتدوم لفترات أطول، مما يستدعي أحياناً استشارة طبية.

أسباب الزغطة

هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث الزغطة، وتختلف هذه الأسباب بين الحالات العارضة التي يمكن أن تحدث لكل شخص في مرحلة ما من حياته، وأخرى تكون أكثر ارتباطاً بحالات صحية أو اضطرابات معينة. من أبرز هذه الأسباب:

1. تناول الطعام بسرعة أو بكميات كبيرة:
   عندما يأخذ الشخص طعامًا أو شرابًا بسرعة كبيرة أو بشكل مفرط، يمكن أن يدخل الهواء إلى المعدة، مما يؤدي إلى حدوث الزغطة نتيجة لتحفيز الحجاب الحاجز.

2. الابتلاع المفاجئ للهواء:
   يمكن أن يتسبب التحدث أثناء الأكل أو شرب المشروبات الغازية في دخول الهواء إلى المعدة، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث الزغطة.

3. تغيرات في درجة حرارة الطعام أو الشراب:
   تناول أطعمة أو مشروبات شديدة الحرارة أو البرودة يمكن أن يسبب تهيجًا في الحجاب الحاجز، مما يؤدي إلى حدوث الزغطة.

4. الإجهاد النفسي أو التوتر:
   من الممكن أن يكون التوتر العصبي أو الضغط النفسي سببًا مباشرًا للزغطة، حيث أن بعض الأفراد قد يعانون من فواق بسبب عوامل نفسية، مثل القلق أو التوتر.

5. الاضطرابات المعوية:
   مشاكل مثل ارتجاع الحمض أو اضطرابات الجهاز الهضمي يمكن أن تتسبب في حدوث الزغطة نتيجة للتأثيرات المزعجة على المعدة والأمعاء.

6. المشروبات الكحولية:
   يعد تناول الكحول سببًا آخر يمكن أن يؤدي إلى حدوث الزغطة، حيث أن الكحول يمكن أن يسبب تهيجًا للمعدة وبالتالي يؤثر على الحجاب الحاجز.

7. التغيرات في درجات الحرارة المحيطية:
   أحيانًا، يمكن أن يتسبب التغير المفاجئ في درجات الحرارة المحيطية في تحفيز الحجاب الحاجز على التقلص بشكل غير طبيعي.

8. الأمراض العصبية:
   بعض الحالات العصبية التي تؤثر على الدماغ أو الأعصاب قد تتسبب في حدوث الزغطة بشكل مزمن. مثل هذه الحالات تشمل السكتات الدماغية، التصلب المتعدد، أو التهاب الأعصاب.

9. الإصابات أو العمليات الجراحية:
   قد تحدث الزغطة نتيجة لإصابة مباشرة في منطقة الحجاب الحاجز أو بعد إجراء عملية جراحية في مناطق قريبة من الحجاب الحاجز.

أنواع الزغطة

تقسم الزغطة إلى نوعين رئيسيين بناءً على المدة التي تستمر فيها:

1. الزغطة العارضة (التلقائية):
   هي الزغطة التي تحدث بشكل مؤقت وعرضي نتيجة لعوامل مثل الأكل السريع أو التوتر. عادة ما تستمر لفترة قصيرة تتراوح من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق، وتختفي دون الحاجة إلى علاج خاص.

2. الزغطة المزمنة:
   هي الزغطة التي تستمر لفترة أطول، من أيام إلى أسابيع أو حتى أشهر. قد تشير الزغطة المزمنة إلى مشكلة صحية أعمق، وقد تتطلب استشارة طبية لتشخيص السبب الكامن وراءها.

العوامل المؤثرة في تكرار الزغطة

هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمال حدوث الزغطة بشكل متكرر أو مزمن، وتشمل:

1. الوراثة:
   بعض الأفراد قد يكون لديهم قابلية وراثية للإصابة بالزغطة، حيث يمكن أن تكون أكثر شيوعًا في عائلات معينة.

2. التقدم في السن:
   قد تزداد احتمالية الإصابة بالزغطة مع التقدم في السن، وذلك بسبب التغيرات الطبيعية التي تحدث في الجهاز العصبي.

3. وجود حالات صحية مزمنة:
   الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو مشاكل في الجهاز الهضمي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالزغطة بشكل متكرر.

4. التعرض للجراحة:
   بعض الجراحات، خاصة تلك التي تشمل الجهاز الهضمي أو الأعضاء المجاورة للحجاب الحاجز، قد تزيد من احتمال حدوث الزغطة.

علاج الزغطة

على الرغم من أن الزغطة في معظم الأحيان تعتبر غير ضارة، فإن استمرارها أو تكرارها يمكن أن يكون مزعجًا، ويستدعي البحث عن طرق للتخفيف منها أو علاجها. هناك العديد من الأساليب التي يمكن استخدامها للتحكم في الزغطة أو إيقافها، وتشمل:

1. الاحتفاظ بأنفاسك:
   من أشهر الطرق لإيقاف الزغطة هي أن تأخذ نفسًا عميقًا وتحبسه لأطول فترة ممكنة، مما يساعد على استعادة التوازن في عضلات الحجاب الحاجز.

2. شرب الماء البارد:
   تناول الماء البارد يمكن أن يساعد على تهدئة الأعصاب والعضلات، وبالتالي التخفيف من الزغطة. يمكن أن يساعد شرب الماء ببطء أو تناول بعض الرشفات الكبيرة في التخفيف من الأعراض.

3. مضغ قطعة من السكر:
   يعتبر تناول قطعة صغيرة من السكر حلاً مجربًا وفعالًا لوقف الزغطة. يمكن أن يعمل السكر على تغيير نمط التنفس ويساعد في تهدئة الحجاب الحاجز.

4. تناول ملعقة من الخردل:
   يعزى إلى الخردل خصائص تعمل على تحفيز الأعصاب الموجودة في الحنجرة، مما قد يساعد في توقف الزغطة.

5. التنفس في كيس ورقي:
   يمكن أن يساعد التنفس في كيس ورقي (ولكن ليس في أكياس بلاستيكية) على زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم، وهو ما يساعد في استعادة التنسيق بين الأعصاب والحجاب الحاجز.

6. التدليك أو الضغط على منطقة الحجاب الحاجز:
   بعض الأشخاص يجدون أن تدليك أو الضغط الخفيف على المنطقة الواقعة تحت القفص الصدري (مكان الحجاب الحاجز) قد يساعد في التخفيف من الزغطة.

7. التقنيات العقلية والاسترخاء:
   إذا كانت الزغطة ناتجة عن التوتر أو القلق، يمكن أن تساعد تقنيات التنفس العميق أو التأمل على استرخاء الجسم والعقل، مما يقلل من احتمالية حدوث الزغطة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

في معظم الحالات، لا تشكل الزغطة خطرًا على الصحة ولا تحتاج إلى علاج طبي. ومع ذلك، إذا كانت الزغطة مستمرة لفترة طويلة، أو إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الألم أو صعوبة التنفس، فقد يكون من الضروري استشارة الطبيب. يمكن أن تكون الزغطة المزمنة مؤشرًا على وجود مشكلة صحية أكثر تعقيدًا تتطلب تقييمًا دقيقًا.

الزغطة والمجتمع الطبي

قد يتعامل المجتمع الطبي مع الزغطة المزمنة بطرق أكثر تخصصًا، مثل استخدام الأدوية التي تؤثر على الأعصاب أو العلاجات الفيزيائية. في الحالات النادرة، قد تتطلب الزغطة المزمنة تدخلًا جراحيًا لعلاج المشكلة التي تؤدي إلى حدوثها.

خلاصة

الزغطة هي حالة شائعة غير ضارة في أغلب الأحيان، لكن استمرارها أو تكرارها قد يكون مزعجًا. على الرغم من أن معظم حالات الزغطة تتوقف تلقائيًا ولا تتطلب علاجًا، فإن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراضها. من المهم أيضًا معرفة متى يجب استشارة الطبيب إذا كانت الزغطة مزمنة أو مصحوبة بأعراض غير طبيعية.